بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
قالت : جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تقبلون الصبيان فما نقبلهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو املك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة .
أتحدث اليوم عن موضوع لا يقل اهمية عن
المواضيع السابقة بل ربما يفوق اهمية من الناحية النفسية فهو (ثقافة مجتمع ).
نفتقر في مجتمعنا العربي وللأسف الى هذه
الثقافة فقد تنحصر عند البعض في حدود (العلاقة الزوجية) و ربما تنعدم عند البعض
الاخر وذلك لجهلهم بها وبأهميتها ألا وهي ثقافة الاحتضان (الحضن) .
(كشفت
الدراسات النفسية أن احتضان الوالدين لابنهما و اللمس على كتفيه يزيد من ذكائه ونموه
الطبيعي اذ انه يساعد على افراز مادة الاندروفين في الجسم وهي موصل عصبي يساعد على
تخفيف العصبية والقلق والإحساس بالألم النفسي )
الاحتضان
لغة راقية من لغات الحب والمودة والأُلفة تختصر الكثير من كلمات الحب والتعبير عن المشاعر,عندما تحتضن من تحب
لتهنئه بمناسبة سعيدة وتشاركه فرحته حتماً سوف يتضاعف لديه الإحساس بالفرح وعندما
تحتضنه بعد غياب لتعبر له عن شوقك له وافتقادك إياه حتماً سيكون للقاء نكهة عاطفية رائعة وتعميق أكبر لمعاني
الحب وعندما تحتضنه لتواسيه في حزنه وتخفف عنه وطأة الألم والتوجع حتماً
سيرافق ذلك إحساس عميق وصادق بالحب والتعاطف ربما يكون زمن الاحتضان ثواني فقط
ولكنه أبلغ في التعبير عن المشاعر من قاموسٍ ضخمٍ لكلمات الحب
ما أصدقها وأنقاها وأرقَّها وأرقاها من لغةٍ مُعبرةٍ عن المشاعر
فالاحتضان ليس احتضانك للشخص الذي تحبه فقط بل ستشعر أن قلبك أيضاً يحتضن قلبه ويسكب فيه مزيداً من الحب والأُلفة ولكن للأسف الشديد هناك من يجهل أهمية الاحتضان لمن يحبهم تراهم يحتضنونهم أطفالاً فإذا تجاوزوا مرحلة الطفولة أصاب ذلك النبع الرقراق الجفاف والتصحُّر
فالأب لا يحتضن أبناءه ذكوراً أو إناثاً بعد أن يكبروا وكذلك الأم لا تفعل
والأبناء لا يهتمون باحتضان آبائهم وأمهاتهم والأخوة والأخوات لا يحتضن بعضهم بعضاً ليس بالضرورة على الدوام ولكن هناك لحظات تحتاج إلى تعبير أعمق للحب فيكون الاحتضان هو السبيل لذلك وهناك البعض لا يرى التعبير عن الحب بالاحتضان إلا للزوجة بل ربما يفتر الحب بعد سنوات ويذهب هذا التعبير تبعاً لفتور العلاقة وهذا تفكير خاطئ أيضاً لذلك يجب على الوالدين تربية الأبناء منذ الصغر على ثقافة الاحتضان للتعبير عن عاطفة الحب والأخوة لتصبح شيئاً مألوفاً عندهم تماماً كالتقبيل والمصافحة عند اللقاء أما الأخوان والأخوات فيقول بأنه سيشعر بالحرج لو احتضن أحداً منهم ولو فعل فسوف يستغربون منه هذا التصرف !
ولكنه أبلغ في التعبير عن المشاعر من قاموسٍ ضخمٍ لكلمات الحب
ما أصدقها وأنقاها وأرقَّها وأرقاها من لغةٍ مُعبرةٍ عن المشاعر
فالاحتضان ليس احتضانك للشخص الذي تحبه فقط بل ستشعر أن قلبك أيضاً يحتضن قلبه ويسكب فيه مزيداً من الحب والأُلفة ولكن للأسف الشديد هناك من يجهل أهمية الاحتضان لمن يحبهم تراهم يحتضنونهم أطفالاً فإذا تجاوزوا مرحلة الطفولة أصاب ذلك النبع الرقراق الجفاف والتصحُّر
فالأب لا يحتضن أبناءه ذكوراً أو إناثاً بعد أن يكبروا وكذلك الأم لا تفعل
والأبناء لا يهتمون باحتضان آبائهم وأمهاتهم والأخوة والأخوات لا يحتضن بعضهم بعضاً ليس بالضرورة على الدوام ولكن هناك لحظات تحتاج إلى تعبير أعمق للحب فيكون الاحتضان هو السبيل لذلك وهناك البعض لا يرى التعبير عن الحب بالاحتضان إلا للزوجة بل ربما يفتر الحب بعد سنوات ويذهب هذا التعبير تبعاً لفتور العلاقة وهذا تفكير خاطئ أيضاً لذلك يجب على الوالدين تربية الأبناء منذ الصغر على ثقافة الاحتضان للتعبير عن عاطفة الحب والأخوة لتصبح شيئاً مألوفاً عندهم تماماً كالتقبيل والمصافحة عند اللقاء أما الأخوان والأخوات فيقول بأنه سيشعر بالحرج لو احتضن أحداً منهم ولو فعل فسوف يستغربون منه هذا التصرف !
((فلسفة تربوية خاطئة ))
ماذا لو تربى أفراد
الأسرة على هذه اللغة التعبيرية العميقة الدافئة عند التهنئة بالنجاح مثلاً ، عند العودة من السفر ، عند المواساة في الألم ، عند الشفاء والخروج من المستشفى .
بل
في أي لحظة يشعر بعميق حبه وصدق عاطفته نحو من يحب حتى مع الأقارب والأصدقاء , ألم
يعتنق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه معاذ بن جبل بعد انتهاء صلاة الفجر وأخبره
بمدى محبته له وعظيم اشتياقه له نعم لقد أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بذلك فقال (
إذا أحب أحدكم أخاه فل يخبره بأنه يحبه(
أنا لا أتحدثُ عن أهمية الاحتضان من فراغ بل من واقع أعيشه .
أنا لا أتحدثُ عن أهمية الاحتضان من فراغ بل من واقع أعيشه .
(الاشباع الداخلي لغرائز النفس البشرية يحميها من البحث عنه خارجياً)
ويحب تعزيز هذه
الثقافة من الصغر لدى الاطفال كما يقول الدكتور طارق الحبيب:
(الطفل ينمو معرفيا وفكريا وينمو اجتماعيا وينمو
جسديا وهناك نوع آخر من النمو يدعى النمو العاطفي، و هناك بعض اللمسات التربوية
التي تساعد على بناء الطفل عاطفيا بشكل متوازن.
إن احتضان الطفل وتقبيله يجب أن ينطلق من ميول الطفل نفسه، فبعض الأطفال لا يحب الحضن الشديد، وبعضهم يحب وضع رأسه على كتف والده فقط، فكل طفل له لون معين ومختلف، والإشكالية أننا كآباء ننشغل بما نميل إليه نحن فنطبقه على الطفل، لا بما يميل إليه أطفالنا.
الامر الاخر يتعلق بممازحة الأطفال وملاعبتهم، إن لعبك مع الطفل لا يجب أن يكون بتعال ولا بانفعال شديد كالغضب، لأنك إن شاركت طفلك في اللعب بانفعال رفعت مستوى الانفعالية لدية وهذا خطأ تربويي لأننا يجب أن ندرب الطفل على الموضوعية لا على الشخصانية، يجب أن نجعل أبناءنا موضوعيين، فالابن على سبيل المثال عندما يشاهد مباراة لكرة القدم ينظر إلى فريقه فقط ولا ينظر إلى طريقة الفريق المنافس، وهو بذلك لا يستفيد ولا يتعلم منه شيئا، لأنه تشنجي، ولأنه دُرب حينما كان يلعب في صغره على "كيف أنتصر؟" لا على "كيف أستمتع؟".
إن طريقتنا التربوية حصرت المتعة في الفوز، والأصل أن المتعة في اللعب والفوز معا، وليست في أحدهما فقط، والغرض من ذلك هو أن نزيد مساحة المتعة عند أبناؤنا لأننا كلما زدنا مساحة المتعة المباحة لديهم أغلقنا عنهم المتعة المحرمة)
إن احتضان الطفل وتقبيله يجب أن ينطلق من ميول الطفل نفسه، فبعض الأطفال لا يحب الحضن الشديد، وبعضهم يحب وضع رأسه على كتف والده فقط، فكل طفل له لون معين ومختلف، والإشكالية أننا كآباء ننشغل بما نميل إليه نحن فنطبقه على الطفل، لا بما يميل إليه أطفالنا.
الامر الاخر يتعلق بممازحة الأطفال وملاعبتهم، إن لعبك مع الطفل لا يجب أن يكون بتعال ولا بانفعال شديد كالغضب، لأنك إن شاركت طفلك في اللعب بانفعال رفعت مستوى الانفعالية لدية وهذا خطأ تربويي لأننا يجب أن ندرب الطفل على الموضوعية لا على الشخصانية، يجب أن نجعل أبناءنا موضوعيين، فالابن على سبيل المثال عندما يشاهد مباراة لكرة القدم ينظر إلى فريقه فقط ولا ينظر إلى طريقة الفريق المنافس، وهو بذلك لا يستفيد ولا يتعلم منه شيئا، لأنه تشنجي، ولأنه دُرب حينما كان يلعب في صغره على "كيف أنتصر؟" لا على "كيف أستمتع؟".
إن طريقتنا التربوية حصرت المتعة في الفوز، والأصل أن المتعة في اللعب والفوز معا، وليست في أحدهما فقط، والغرض من ذلك هو أن نزيد مساحة المتعة عند أبناؤنا لأننا كلما زدنا مساحة المتعة المباحة لديهم أغلقنا عنهم المتعة المحرمة)
إن الأبحاث العلمية أثبتت أن من لا
يتلقى حناناً وعاطفة في طفولته تصعب عليه محبة الآخرين وتقبلهم في المستقبل، فإذا
تزوج لا يستطيع أن يحب زوجته وأولاده بشكل سوي، وإذا تعامل في مهنته لم يستطع أن
يتقبل الآخر بسهوله ومن هنا يبدأ الانطواء والانعزال الاجتماعي
تشكل العاطفة مساحة واسعة في نفس الطفل الناشئ،
وهي تكوين نفسه ونبني شخصيته فإن أخذها بشكل متوازن كان إنسانا سويا في مستقبله
وفي حياته كلها ، وإن أخذها بغير ذلك سواء بالزيادة أو النقصان تشكلت لديه عقدة
فالزيادة تجعله مدلل و النقصان يجعله قاسياً عنيفاً.
لذلك البناء
العاطفي له أهمية خاصة في بناء النفس منذ الطفولة و الدور الاساسي لهذا البناء هما
الوالدان و هو يقوم على عدة أسس.
الاساس الاول :
القبله والرأفة والرحمة
للأطفال
التقبيل له دور فعال في تحريك مشاعر الطفل
وعاطفته وتسكين غضبة بالاضافه الى الشعور بالارتباط الوثيق في تشييد علاقة الحب
بين الكبير والصغير و هي دليل على رحمه
القلب وهي سنة ثابتة عن الرسول صل الله علية وسلم مع الاطفال و خاصة مع الحسن و
الحسين رضي الله عنهما .
الاساس الثاني :
المداعبة و المزاح مع الاطفال
هناك طرق كثيرة لمداعبة الاطفال كالركض و الحمل و
تصغير الاسم و المضاحكة وهذه الاعمال كان يقوم بتا الرسول الكريم صل الله علية
وسلم ويجب علينا الاقتداء بسنته
الاساس الثالث:
الهدايا و العطايا
الهدية لها اثر طيب في النفس البشرية عامه و
للصغير تأثيرها اكبر وقعاً وقد سن الرسول صل الله عليه وسلم قاعدة عامة للحب بين
الناس (تهادوا تحابوا )
الاساس الرابع :
المسح على راس الطفل
ورد عن النبي صل الله علية وسلم انه يداعب
الاطفال ويمسح على رؤوسهم فيشعرون باللذة و الرحمه والعطف و الحب .
الاساس الخامس :
حسن استقبال الطفل
اللقاء الاول من اهم اللقاءات فإذا كان طيباً
استطاع متابعة حديثة معك وفتح باب الحوار والتجارب و التحدث عن ما يجول في خاطرة
وعرض مشكلاته والتحدث عن امانية .
الاساس السادس :
تفقد حال الطفل والسؤال عنه
ان متابعة الطفل و السؤال عنه من العناية
الممزوجة بالحب و الخوف علية وهذا يثير في النفس المحبة و المودة ويشعر بالأهمية و
الحب من الكبار له وهذا يدفعه ليكون في أحين حال .
(ويبقى الاحتواء العاطفي و الحوار
البناء سياج يحمي الاسرة من التشتت و الضياع )
(ويبقى الاحتواء العاطفي و الحوار البناء سياج يحمي الاسرة من التشتت و الضياع )
ردحذفالله عليك فعلا نحن بحاجة للإحتواء العاطفي للتعبير عن مايدور في خلجات انفسنا أن نستطيع التعبير ولو بشيء قليل افضل من أن تبقى مشاعرنا طي الكتمان ..
بحاجة للتغير من أساليبنا القديمة في تربية أطفالنا بدلا من تطبيق مبدأ العقاب والتربية الصارمة
أن تعطي طفلك الراحة و الأمان من خلال الإحتضان وتوجيهه بطرق سليمة سيعود بفوائده في فترة المراهقة والشباب
أيضا الإحتضان لا يقتصر على الأطفال فقط نحن أيضا بحاجة له ..
سلمت أناملك يا مبدعة
ودي لك