السبت، 31 يناير 2015

بسم الله الرحمن الرحيم

الكثير منا يتعرض الى المجادلات و الحوارات في الحياة وربما يحالف الحظ ويستطيع اقناع الطرف الاخر و الوصول الى النتائج المرضية و أحيانا يؤدي الى نتائج عكسية .
هناك بعض الناس يعشقون المجادلات  والبعض لا يميل اليها وهذا الامر مستحب عند البعض وغير مستحب عند الكثير من الناس , فتجنب المجادلة او الدخول فيها يعني بقاء المشكلة بلا حل و من الممكن ان تسبب في توتر العلاقات الشخصية اذا حدث بين الافراد او التوتر في العمل اذا حدثت داخل العمل .
المجادلة الهادفة لا تعني التحدث بصوت مرتفع او فرض الارادة على الاخرين او التشابك بالأيدي رغم ان هذا ما تنتهي الية معظم المجادلات بل على العكس تماما انما هي فناً من فنون الادب و الحوار .
المجادلة الهادئة الرزينة تسهم في شحذ تفكيرك وتقيم نظرياتك في الحياة كما انها تساعد في الحصول على ما تريد , فبعض المجادلات تتميز بالايجابية وتسهم في إضفاء جو مليء بالحيوية و المرح كما ان لها دور هام في القاء الضوء على الموضوعات الشائكة و الوصول الى حلول سريعة , للمجادلات دور مهم في تقريب بين وجهات النظر و تبادل الافكار وإبداع افكار جديدة .

(يجب ان يكون الهدف من المجادلة هو تحقيق الاستفادة منها , وليس مجرد تحقيق الانتصار فيها )
كارل بوبر

ومن المهم جدا ان تؤدي المجادلة الى فهم اكبر لوجهة النظر الاخرى ووجهة نظرك الشخصية أيضا فالطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها الاندماج مع الاخرين بشكل اقوى وتجعلك اكثر قدرة على احترام وجهة نظرهم هي ان تتحدث اليهم .

ترتكز المجادلات او الحوارات على عدة قواعد ذهبية
هي :

القاعدة الاولى

جهز نفسك للمجادلة

هذه القاعدة غاية في الاهمية فاستعدادك للمجادلة هو مفتاحك الاساسي للنجاح وبعض الاحيان تحدث المجادلات على نحو غير متوقع , وفي هذه الحالة يكون استعدادك للمجادلة نقطة تفوق .
 استعدادك بشكل جيد للمجادلة و التأكد من صحة الحقائق التي تقوم بذكرها في المجادلة و مراعاة الاسباب المقنعة وتحديد النقاط الاساسية وطريقة عرضها يضمن لك التوفيق في المجادلة .

( التحلي بالمنطق يمدك بالثقة , حتى و ان كنت ذاهبا في الاتجاه الخطأ)
جوزيف كروتش

القاعدة الثانية
متى تجادل ومتى تتجنب المجادلة
ان معرفة متى تدخل في المجادلة ومتى تتجنبها من المهارات الاساسية , ويجب ان تسال نفسك هل هذا الوقت المناسب و المكان المناسب ام من الافضل تأجيلها الى وقت أخر .
(لا تدخل في مجادلة مع شخص متعصب , لان المجادلة ستكون مضيعة للوقت)

القاعدة الثالثة

مالذي نقوله وكيف

في الاحوال المثالية يتم الحكم على أي مجادلة من خلال الافكار الجيدة التي تتضمنها لا من خلال الطريقة التي طرحت من خلالها ولكن للأسف الشديد في بعض الاحوال يحدث العكس , وليس هناك شك في ان طريقة عرضك في المجادلة لها اهمية كبيرة ,والكثير من الناس يفوزون في مجادلاتهم بالرغم من ضعف حججهم التي يستندون اليها لا لشيء سوى انهم استطاعوا طرح افكارهم بشكل جيد في الوقت الذي يفشل فيه الكثير في المجادلات برغم استنادهم الى أسباب قوية , وذلك بسبب عدم عرض افكارهم بصورة جيدة .
من الخطاء ايضا ان ننظر الى المجادلة على انها معركة فكرية دون النظر الى العوامل النفسية التي تتضمنها , وقد فاز الرئيس الامريكي أوباما في الانتخابات الرئاسية بفضل طريقة إلقائه أكثر من المحتوى المنطقي لحديثه .

القاعدة الرابعة

استمع جيدا إلى من يجادلك

ان الهدف من وراء أي مجادلة هو ايصال وجهة نظرك عن موضوع بعينه للشخص الذي امامك على امل ان يرى الامور من منظورك , لهذا من المهم جدا ان توضح وجهة نظرك .
أستمع – أستمع - أستمع
ان الاستماع الى الطرف الاخر مهم جدا من شتى النواحي , فمن خلاله ستعرف الحجج المعارضة التي يتبناها الطرف الاخر وهكذا ستتمكن من تنفيدها , وعندما تتعرف على موقفة ستتمكن من تحديد الاسلوب المناسب لاقناعة , لذلك حاول الاصغاء جيدا .

القاعدة الخامسة

دحض حجج الطرف الاخر

المجادلة الجيدة مع الاخرين لا تتضمن فقط توضيح ارائك ولكنها تتعداها الى كيفية الرد على ما يقوله الطرف الاخر , فالمجادلة المثالية تتضمن استعراض افضل ما لديك من افكار والرد على الحجج التي يطرحها الطرف الاخر .
بإمكانك من خلال المجادلة ان تتفق مع الاراء و الاستنتاجات الاولية التي يطرحها الطرف الاخر ولكن في هذه الحالة يجب عليك طرح الاراء التي يمكنها ان تدحض تلك الافكار و التي تسهم في اظهار النتائج بشكل افضل .
استمع جيدا الى الشخص الذي تناقشه وتأكد من استيعابه للأفكار التي طرحتها جيدا واسال نفسك ما النقاط التي تربكه اثناء المجادلة ؟و ما افضل الطرق الكفيلة باقناعة بفكرتك ؟

القاعدة السادسة

انتبه الى الخدع الماكرة

هناك بعض الاشخاص الذين يقومون باستخدام بعض الحيل السيئة اثناء المجادلة ويجب عليك الانتباه جيدا .

(من المهم جدا التزام الحذر و اليقظة وحب الاستطلاع عند الاستماع الى من يجادلك )

انتبه جيدا للحجج التي تبدو مقنعة للوهلة الاولى , والتي يتضح خطؤها عند تحليلها بصورة دقيقة وتأكد جيدا من ان الحجج التي قالها الشخص الذي امامك تنبع من الحقائق التي استند اليها في كلامه وتأكد من دقه الحقائق التي استند اليها و من ان النتائج التي توصل لها تنبع من تلك الحقائق بالفعل .

القاعدة السابعة

تطوير مهارات المجادلة وسط حشد من الناس

غالبا ما تأخذ المجادلة شكل محادثة عادية ولكنها قد تأخذ شكلا اكثر رسمية في بعض الاحيان مثل الدخول في مجادلة لتأييد اقتراح ما في اجتماع من الاجتماعات او عندما تقوم بمواجهة مجموعة من الناس .

كيف تتحدث بطريقة جيدة وسط مجموعه من الناس :

·       جهز نفسك للمجادلة
·       تدرب عملياً عليها
·       تحدث ببطء
·       لا تقرأ من ورقة
(تجنب تقسيم خطابك الى مقدمة ونهاية وحشو لا معنى له )
·       ابتسم لمن حولك
·       كن مختصراً وواضحاً
(قبل ان ابدا حديثي هناك شيء مهم يجب ان اقوله)     جروتشو ماركس
·       لا تتحدث بصوت منخفض او مرتفع اكثر من اللازم
·       استشهد على كلامك
·       حاول اذابة الجليد بينك وبين الجمهور
·       استخدم المنشورات
·       استخدم برنامج البوربوينت
·       قم بإنهاء المجادلة بتقديم تلخيص واف وواضح لما قلته اثناء المجادلة
·       الاسئلة في نهاية المجادلة
عندما تتحدث امام الناس عليك ان تكون واضحاً و مختصراً في نفس الوقت , فكل ما تحتاج الية هو شرح وجهة نظرك بصورة مختلفة وواضحة ومقنعة .

القاعدة الثامنة

كن قادرا على المجادلة بالكتابة

الكثير من المجادلات اليوم تحدث بصورة شفهية على شكل محادثات , ولكن مع ظهور البريد الالكتروني والمدونات الالكترونية وخاصة في مجال التعليم والعمل ,فقد اصبح للمجادلات الرسمية دور مهم .

قواعد يجب اتباعها عند استخدام تلك الطريقة :

·       احرص على ان يكون ماتكتبه واضحاً
(لا تستخدم الكلمات الطويلة المعقدة )
·       حاول تجنب الاخطاء النحوية والإملائية
·       احرص على انتقاء الكلمات التي تبدأ بتا المجادلة
·       كن مختصراً
·       استخدام التعداد النقاطي و الفقرات للفصل بين الافكار
·       تحدث بشكل مباشر
·       اقرأ ما كتبته بعد الانتهاء منه
تعلم كيف تكتب بطريقة واضحة ومباشرة ولا تحاول ان تستعرض مهاراتك في الكتابة او ان تكتب الجمل بطريقة معقدة دون داع , استخدم الجمل القصيرة واضحة المعنى , واجعل ما تكتبه مختصراً وفي صلب الموضوع .

القاعدة التاسعة

كيفية التعامل مع المجادلة اذا وصلت الى طريق مسدود

عندما تدخل في مجادلة يجب ان لا تفرض  رائيك بالقهوة , فأنت لست مضطرا في الغالب لإجبار الشخص الذي امامك ان يوافقك الرأي بشكل فوري , وسكون من الافضل للطرف الاخر ان يعيد التفكير بشكل اكبر فيما قلته , ومن ثم معاودة المجادلة معك مرة اخرى .

القاعدة العاشرة

حافظ على علاقاتك بالآخرين

من المهم جدا ان تنظر الى المجادلة في سياق العلاقة بينك وبين الطرف الاخر , فقبل الدخول في أي مناقشة يجب عليك ان تفكر في ماكانت علية علاقتكما في الماضي وما ستكون علية في المستقبل , وتأثير المجادلة والنتائج المحتملة منها على العلاقة بينكما .
تذكر جيداً ان الحفاظ على علاقة طيبة مع الشخص الذي تجادله اهم بكثير من انتصارك في المجادلة نفسها , فربما تعجز عن اقناعة برأيك هذه المرة ولكن لا يمنع من امكانية حدوث ذلك في المرة القادمة , وحتى لو استطعت اقناعة برائيك فمن المؤكد انه ستظل هناك العديد من القضايا التي تحتاج الى المجادلة بينكما , فالمجادلة قد تتسبب في انهيار العلاقات احياناً لذا فانتبه حتى لا يحدث ذلك , فمن المهم جداً ان تناقش الطرف الاخر بحرص كي تقوى العلاقة بينكما بدلاً من اضعافها .




السبت، 10 يناير 2015

بسم الله الرحمن الرحيم


حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
قالت : جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تقبلون الصبيان فما نقبلهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو املك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة .

أتحدث اليوم عن موضوع لا يقل اهمية عن المواضيع السابقة بل ربما يفوق اهمية من الناحية النفسية فهو (ثقافة مجتمع ).

نفتقر في مجتمعنا العربي وللأسف الى هذه الثقافة فقد تنحصر عند البعض في حدود (العلاقة الزوجية) و ربما تنعدم عند البعض الاخر وذلك لجهلهم بها وبأهميتها ألا وهي ثقافة الاحتضان (الحضن) .

(كشفت الدراسات النفسية أن احتضان الوالدين لابنهما و اللمس على كتفيه يزيد من ذكائه ونموه الطبيعي اذ انه يساعد على افراز مادة الاندروفين في الجسم وهي موصل عصبي يساعد على تخفيف العصبية والقلق والإحساس بالألم النفسي )

الاحتضان لغة راقية من لغات الحب والمودة والأُلفة تختصر الكثير من كلمات الحب والتعبير عن المشاعر,عندما تحتضن من تحب لتهنئه بمناسبة سعيدة وتشاركه فرحته حتماً سوف يتضاعف لديه الإحساس بالفرح وعندما تحتضنه بعد غياب لتعبر له عن شوقك له وافتقادك إياه حتماً سيكون للقاء نكهة عاطفية رائعة وتعميق أكبر لمعاني الحب وعندما تحتضنه لتواسيه في حزنه وتخفف عنه وطأة الألم والتوجع حتماً سيرافق ذلك إحساس عميق وصادق بالحب والتعاطف ربما يكون زمن الاحتضان ثواني فقط 
ولكنه أبلغ في التعبير عن المشاعر من قاموسٍ ضخمٍ لكلمات الحب
ما أصدقها وأنقاها وأرقَّها وأرقاها من لغةٍ مُعبرةٍ عن المشاعر
فالاحتضان ليس احتضانك للشخص الذي تحبه فقط  بل ستشعر أن قلبك أيضاً يحتضن قلبه ويسكب فيه مزيداً من الحب والأُلفة ولكن للأسف الشديد هناك من يجهل أهمية الاحتضان لمن يحبهم تراهم يحتضنونهم أطفالاً فإذا تجاوزوا مرحلة الطفولة أصاب ذلك النبع الرقراق الجفاف والتصحُّر 
فالأب لا يحتضن أبناءه ذكوراً أو إناثاً بعد أن يكبروا وكذلك الأم لا تفعل 
والأبناء لا يهتمون باحتضان آبائهم وأمهاتهم والأخوة والأخوات لا يحتضن بعضهم بعضاً ليس بالضرورة على الدوام ولكن هناك لحظات تحتاج إلى تعبير أعمق للحب فيكون الاحتضان هو السبيل لذلك وهناك البعض لا يرى التعبير عن الحب بالاحتضان إلا للزوجة بل ربما يفتر الحب بعد سنوات ويذهب هذا التعبير تبعاً لفتور العلاقة وهذا تفكير خاطئ أيضاً لذلك يجب على الوالدين تربية الأبناء منذ الصغر على ثقافة الاحتضان للتعبير عن عاطفة الحب والأخوة لتصبح شيئاً مألوفاً عندهم تماماً كالتقبيل والمصافحة عند اللقاء أما الأخوان والأخوات فيقول بأنه سيشعر بالحرج لو احتضن أحداً منهم  ولو فعل فسوف يستغربون منه هذا التصرف
! 
((فلسفة تربوية خاطئة ))
ماذا لو تربى أفراد الأسرة على هذه اللغة التعبيرية العميقة الدافئة 
عند التهنئة بالنجاح مثلاً ، عند العودة من السفر ، عند المواساة في الألم ، عند الشفاء والخروج من المستشفى .

بل في أي لحظة يشعر بعميق حبه وصدق عاطفته نحو من يحب حتى مع الأقارب والأصدقاء  , ألم يعتنق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه معاذ بن جبل بعد انتهاء صلاة الفجر وأخبره بمدى محبته له وعظيم اشتياقه له نعم لقد أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بذلك فقال ( إذا أحب أحدكم أخاه فل يخبره بأنه يحبه(
أنا لا أتحدثُ عن أهمية الاحتضان من فراغ بل من واقع أعيشه .

(الاشباع الداخلي لغرائز النفس البشرية يحميها من البحث عنه خارجياً)

ويحب تعزيز هذه الثقافة من الصغر لدى الاطفال كما يقول الدكتور طارق الحبيب:
(الطفل ينمو معرفيا وفكريا وينمو اجتماعيا وينمو جسديا وهناك نوع آخر من النمو يدعى النمو العاطفي، و هناك بعض اللمسات التربوية التي تساعد على بناء الطفل عاطفيا بشكل متوازن.
إن احتضان الطفل وتقبيله يجب أن ينطلق من ميول الطفل نفسه، فبعض الأطفال لا يحب الحضن الشديد، وبعضهم يحب وضع رأسه على كتف والده فقط، فكل طفل له لون معين ومختلف، والإشكالية أننا كآباء ننشغل بما نميل إليه نحن فنطبقه على الطفل، لا بما يميل إليه أطفالنا.
الامر الاخر  يتعلق بممازحة الأطفال وملاعبتهم، إن لعبك مع الطفل لا يجب أن يكون بتعال ولا بانفعال شديد كالغضب، لأنك إن شاركت طفلك في اللعب بانفعال رفعت مستوى الانفعالية لدية وهذا خطأ تربويي لأننا يجب أن ندرب الطفل على الموضوعية لا على الشخصانية، يجب أن نجعل أبناءنا موضوعيين، فالابن على سبيل المثال عندما يشاهد مباراة لكرة القدم ينظر إلى فريقه فقط ولا ينظر إلى طريقة الفريق المنافس، وهو بذلك لا يستفيد ولا يتعلم منه شيئا، لأنه تشنجي، ولأنه دُرب حينما كان يلعب في صغره على "كيف أنتصر؟" لا على "كيف أستمتع؟".
إن طريقتنا التربوية حصرت المتعة في الفوز، والأصل أن المتعة في اللعب والفوز معا، وليست في أحدهما فقط، والغرض من ذلك هو أن نزيد مساحة المتعة عند أبناؤنا لأننا كلما زدنا مساحة المتعة المباحة لديهم أغلقنا عنهم المتعة المحرمة)

إن الأبحاث العلمية أثبتت أن من لا يتلقى حناناً وعاطفة في طفولته تصعب عليه محبة الآخرين وتقبلهم في المستقبل، فإذا تزوج لا يستطيع أن يحب زوجته وأولاده بشكل سوي، وإذا تعامل في مهنته لم يستطع أن يتقبل الآخر بسهوله ومن هنا يبدأ الانطواء والانعزال الاجتماعي

تشكل العاطفة مساحة واسعة في نفس الطفل الناشئ، وهي تكوين نفسه ونبني شخصيته فإن أخذها بشكل متوازن كان إنسانا سويا في مستقبله وفي حياته كلها ، وإن أخذها بغير ذلك سواء بالزيادة أو النقصان تشكلت لديه عقدة فالزيادة تجعله مدلل و النقصان يجعله قاسياً عنيفاً.

لذلك البناء العاطفي له أهمية خاصة في بناء النفس منذ الطفولة و الدور الاساسي لهذا البناء هما الوالدان و هو يقوم على عدة أسس.

الاساس الاول :
 القبله والرأفة والرحمة للأطفال 
التقبيل له دور فعال في تحريك مشاعر الطفل وعاطفته وتسكين غضبة بالاضافه الى الشعور بالارتباط الوثيق في تشييد علاقة الحب بين الكبير والصغير  و هي دليل على رحمه القلب وهي سنة ثابتة عن الرسول صل الله علية وسلم مع الاطفال و خاصة مع الحسن و الحسين رضي الله عنهما .

الاساس الثاني :
المداعبة و المزاح مع الاطفال
هناك طرق كثيرة لمداعبة الاطفال كالركض و الحمل و تصغير الاسم و المضاحكة وهذه الاعمال كان يقوم بتا الرسول الكريم صل الله علية وسلم ويجب علينا الاقتداء بسنته 

الاساس الثالث:
الهدايا و العطايا
الهدية لها اثر طيب في النفس البشرية عامه و للصغير تأثيرها اكبر وقعاً وقد سن الرسول صل الله عليه وسلم قاعدة عامة للحب بين الناس (تهادوا تحابوا )

الاساس الرابع :
المسح على راس الطفل
ورد عن النبي صل الله علية وسلم انه يداعب الاطفال ويمسح على رؤوسهم فيشعرون باللذة و الرحمه والعطف و الحب .

الاساس الخامس :
حسن استقبال الطفل
اللقاء الاول من اهم اللقاءات فإذا كان طيباً استطاع متابعة حديثة معك وفتح باب الحوار والتجارب و التحدث عن ما يجول في خاطرة وعرض مشكلاته والتحدث عن امانية .

الاساس السادس :
تفقد حال الطفل والسؤال عنه
ان متابعة الطفل و السؤال عنه من العناية الممزوجة بالحب و الخوف علية وهذا يثير في النفس المحبة و المودة ويشعر بالأهمية و الحب من الكبار له وهذا يدفعه ليكون في أحين حال .

(ويبقى الاحتواء العاطفي و الحوار البناء سياج يحمي الاسرة من التشتت و الضياع )



السبت، 3 يناير 2015

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق )

نظراً للتطور التكنولوجي الهائل و الانفجار المعرفي الذي يشهده العصر الحالي و الاهتمام بحرية التعبير وإبداء الرأي و أتساع مفهوم القراءة أصبحت عقلية انفعالية تشمل تفسير رموز يتلقاها القارئ عن طريق هم المعاني و الربط بين الخبرات السابقة للقارئ و هذه المعاني والاستنتاج و النقد والحكم والتذوق و حل المشكلات و من هنا جاءت أهمية ربط القراءة بالابتكار و الابداع وخرجت القراءة من مفهومها التقليدي الذي اصبح لا يفي بحاجات العصر الى القراءة الابتكارية  التي تجعل من الكتاب مصدراً للتفكير و الابداع وتجعل المتعلم يغوص في المادة المقروءة ليكتسب الحقيقة فيما يقراء ويستدعي الافكار المخبوءة التي يمتلكها ويمزجها بخيالة فيزداد رصيده من المادة المقروءة ويصبح قادراً على توظيفه و استخدامها و إعادة كتابتها و التعبير عنها .

القراءة ليست هواية كما هو شائع فهي غذاء للعقل .

قال الكاتب الكبير جراهام جرين :  أحيانا افكر ان حياة الفرد تشكلت بواسطة الكتب اكثر من ما ساهم البشر في تشكيل هذه الحياة .

القراءة هي وسيلة استقبال المعلومات من الكاتب او مرسل الرسالة وهي وسيلة للتثقيف .
القراءة هي عملية بنائية بمعنى لا يوجد نص يفسر نفسه تفسيراً تاما انما يعتمد على القارئ وعلى مدى فهمه للموضوع و الهدف من القراءة سواء كان هدفا تعليميا او للتسلية و تتطلب القراءة التركيز و الاستيعاب و المحافظة على الانتباه حتى تكون ممتعة ومفيدة ولابد من الاستمرار و الممارسة .

وفقا لتقرير اليونسكو فأن اعلى نسبة للامية تتواجد في الوطن العربي و القراءة تأتي في المرتبة الاخيرة بالنسبة لاهتمامات المواطن العربي بعد ما تعددت هواياته و اهتماماته فبلغ معدل القراءة عند الفرد في الوطن العربي 6 دقائق سنوياً مقابل 200 ساعة للفرد في أوربا و امريكا وهذا يدل على ان وضع القراءة في الوطن العربي مزر للغاية .

أنواع القراءة :
تنقسم القراءة إلى نوعين أساسيين و هما القراءة الجهرية و القراءة الصامتة
و لكل نوع من هذه الأنواع أساليبه ومهاراته.

مهارات القراءة الجهرية:
إخراج الحروف من مخارجها و الالتزام بمواضع الوقف الصحيحة و  القراءة الصحيحة الخالية من الأخطاء و  التعبير الصوتي عن المعاني المقروءة.

مهارات القراءة الصامتة:
فهم معاني الكلمات والتراكيب تحديد اهداف الكاتب وموضوعه تحديد الأفكار الرئيسية والفرعية والتمييز بينها اختيار عنوان مناسب للمادة المقروءة المحفزات التي تحبب القراءة إلى النفس .
اتخاذ الوضع الصحيح للقراءة ينبغي أن لا تخلط القراءة بالاستماع إلى أصوات أخرى فإن القلب واحد ويصعب على الإنسان الجمع بين أمرين استخدام القلم أثناء القراءة و كذلك أقلام التلوين كي يسهل لك العودة إلى الجزء المراد فهمه اختيار المكان المناسب للقراءة بأن يكون القارئ في مكان هادئ جيد التهوية بعيد عن الضجيج والاصوات المزعجة اختيار الأوقات المناسبة للقراءة بحيث لا تكون وقت الراحة أو عند سماع الأخبار أو مشاهدة التلفاز فإن انشغال السمع أو النظر يفقد التركيز أخذ قسط من الراحة كلما شعر بالتعب أو غير المكان إن مللته أو كانت الإضاءة أو درجة الحرارة فيه غير مناسبة صحح الأخطاء المطبعية إن وجدت اعتمد السرعة المناسبة في القراءة بحيث تكون العبرة بالفهم والاستيعاب لا بكثرة الصفحات التي تقرأها مع قلة فهمك لها نتيجةً للسرعة المفرطة لخص الموضوع او ما احتوى الكتاب وقم بكتابة التعليقات الهامشية ورقم الصفحات فإن كل ذلك يؤدي إلى استيعاب الموضوع والوصول إلى المراد بسرعة عند المراجعة من اكتشاف الفكرة الرئيسية من 
المقطع أو الفقرة.

تختلف القراءة باختلاف الغرض منها على حسب احتياجات كل شخص فمنها:
1/ القراءة من أجل متابعة الاخبار وهذا النوع غير متخصص او عميق و الهدف هو معرفة الاخبار و مايجري في العالم الداخلي و الخارجي مثل الصحف و المجلات .
2/القراءة من اجل المتعة و التسلية و هذا النوع تتوفر فيه حرية اختيار المادة التي ستتم قراءتها وهي أكثر الانواع شيوعاً حيث يلجاء اليها الكثيرون و لا تقتصر التسلية على فئة عمرية معينة و انما تشمل جميع الفئات العمرية
و القراءة من اجل التسلية لها فوائد ايضاً للتخفيف من الضغوط النفسية و العصبية التي يواجهها الفرد في حياته اليومية و العملية .
3/القراءة من اجل التطوير المهني و الذاتي وهنا ترتبط القراءة بمطالب المهنة وتطوير النفس لإحراز التقدم فيها و القراءة المهنية يتم فيها اللجوء الى الكتب التي تقدم ارشادات عملية في مجالات معينة او اللجوء الى الكتب المرجعية في مجال التخصص وكثير من المصادر الاخرى التي تمكن من استكمال الفهم .

يندرج تحتها الكثير من الانواع مثل :
         أ‌-        القراءة من اجل التحصيل (تقتصر على فئة الطلاب )
      ب‌-      القراءة من اجل النقد والمقارنة .
      ت‌-      القراءة من اجل الابداع وتعرف بال(القراءة الابداعية ) وهي تشجع الانسان على تنمية مهارة الابداع و تنمية الابتكار من خلال القراءت المختلفة مثل القصص والأشعار و الكتب المنوعة .

4/القراءة من اجل زيادة الحكمة و المعرفة .

و من أنواعها :
                     أ‌-        القراءة من أجل التعمق (القراءة المتعمقة) و هي تحتاج الى جهد ذهني كبير مثل الطب و الهندسة و السياسة .
                  ب‌-      القراءة من أجل الاطلاع على المعلومات .
                  ت‌-      القراءة من أجل زيادة الفهم وهي مهارة صعبة ومفيدة في ذات الوقت .
                  ث‌-      القراءة من أجل التثقيف (القراءة التثقيفية) وهي قراءة جامعة لكل الانواع السابقة لإثراء فكر الفرد و تكوين ثقافة عامة في مختلف المجالات ولا ترتبط بغرض معين و انما معرفة شاملة .
                   ج‌-       قراءة الادب وهي تتمثل في جميع انواع الادب (شعر – نثر – قصص – روايات )

 ((يجب ان لا نكتفي بالقراءة لأنفسنا فقط بل نعلمها لأبنائنا و نغرس فيهم حب القراءة لننشي جيل واعي و مثقف و محب للقراءة ))

كيف نعلم الطفل حب القراءة ؟؟
1-   تصحيح الاخطاء عند قراءة الطفل و يتم ذلك بعد انتهائه من القراءة و عدم مقاطعته .
2-   تشجيع الطفل على القراءة بصوت مرتفع بالإضافة الى القراءة الصامتة لاطائة الاحترافية في اللغة .
3-   تعويد الطفل على استخدام المراجع و القواميس لاكتساب اكبر قدر من المعلومات التراكمية .
4-   لانكتفي بالتعليم في المدرسة انما التنمية الخارجية ضرورية ايضا ومتابعة الطفل لاكتشاف أي صعوبات لدية و علاجها مبكراً.
5-   تعويد الطفل على تلخيص المواضيع بعد قراءتها .
6-   تنمية الاحساس بالشجاعة عند القراءة امام الجماعة لتجنب (التهتهة).

تنمية مهارة القراءة في مختلف الاعمار :

لكي يقراء الطفل الصغير لابد من :
1-   القراءة اليومية مع الطفل لمدة 15 دقيقة .
2-   تهيئة الجو المناسب للقراءة اما قبل النوم وتتم القراءة بهدوء او في الصباح وتكون بصوت مرتفع .
3-   المداومة على اجراء الحوار و المحادثة مع الطفل في أي موضوع .
4-   الاقتداء من الكبار في المنزل عندما برئ الجميع يمارس القراءة ينشاء هو ايضاً محباً لها .
5-   مساعدة الطفل على اختيار كتبة و مجلاته مثل مساعدته على ارتداء الملابس .
6-   تقليص وقت اللعب و الجلوس امام شاشة الكومبيوتر و توفير وقت للقراءة .
7-   تشجيع الطفل للقيام بادوار من قصص قد قرائها لكي ينمي عقلة بالتفكير .
8-   تشجيع الطفل على تهجي عناوين الاخبار في الصحف .
9-   تشجيع الطفل الكبير على القراءة لاخوتة الصغار فالطفل الكبير يحب التباهي امام الصغار .

لكي يقراء الطفل الكبير لابد من :
1-   اختيار كتاب لايكون به المادة كثيرة حتى لا يمل ويترك الكتاب ويفضل الكتاب الذي تكون فيه صور تحتل مساحة كبيرة من الصفحة حتى يشعر بالانجاز في القراءة .
2-   اختيار الموضوع الشيق الذي يحفز على القراءة وليس الدسم الممل.
3-   اجراء الحوار معه في أي موضوع قد قراءة حتى يزيد من ثقته بنفسه و اتقان فن الحديث .
4-   الذهاب للمكتبات العامة لكي يرى الكثير من حوله يقرؤون فيميل الى التقليد والمشاركة .
5-   الملاحظة المستمرة و التشجيع للطفل .

أسباب عدم قراءة الكبار في السن :
لا يقتصر فن القراءة على الاطفال فهناك بعض الكبار لا يجيدون فن القراءة بالشكل الملائم مما يجعلهم يهربون منها .

و الخطاء الاساسي الذي يصرف الكثير منا عند القيام بالقراءة الاسباب الاتية :
1-   الضعف اللغوي للشخص مما يؤدي الى الملل .
2-   عدم التركيز اثناء القراءة و بالتالي عدم الفهم .
3-   عدم التحلي بالصبر فالصبر صفة متلائمة مع القراءة ولابد التحلي بها .
4-   التأثر بصورة الغلاف ونوع الغلاف وحجم الكتاب .
5-   عدم وجود ما يحفز او يشجع على القراءة .
6-   عدم المعرفة بقيمة القراءة و فوائدها .

عوامل تزيد من حبنا للقراءة :
·       وجود النية
·       تنظيم خطة للقراءة
·       تحديد وقت معين للقراءة و الاستفادة من الفراغات البينية
·       التدريج
·       الجدية

فوائد القراءة:
§       القراءة هامة لتطوير الذات .
§       القراءة وسيلة التعلم عند الانسان ليتطور ويكون ثقافته (التشكيل الثقافي )
§       القراءة وسيلة للترفية عن النفس بالإضافة الى اكتساب المعرفة .
§       القراءة هي مهارة هامة لشغل اوقات الفراغ و الابتعاد عن الانحراف .
§       القراءة تنمي العمليات العقلية المختلفة .
§       القراءة تمكننا من الاطلاع على ثقافة الاخرين .
§       القراءة تعطي بلاغة لصاحبها وتقوي مفردات اللغة .
§       بالقراءة يستطيع الانسان التعبير بالكلام او الكتابة .
§       بالقراءة يستطيع الانسان التفاعل مع غيرة في الحوارات و النقاشات العامة وهي علاج هام للخجل الكلامي .
§       بالقراءة يكتسب الانسان الفهم السريع لأي موضوع .
§       بالقراءة تسترخي عضلات الجسد .
§       بالقراءة يستطيع الانسان تحمل المسؤولية .
§       بالقراءة يكون الانسان لبقاً في الحديث .
§       بالقراءة يزداد الانسان ثباتاً في مواجهة الازمات .
§       القراءة تنمي الثقة بالنفس .
§       القراءة تزيد كفاءة انجاز الاعمال .
§       بالقراءة نتعرف على خبرات السابقين .


( مهما بلغت درجة انشغالك فلا بد ان تجد وقتاً للقراءة و ان لم تفعل فقد سلمت نفسك للجهل بمحض إرادتك )

         كنفوشيوس ..

لأصحاب التواصل السمعي والبصري 
الاستمتاع مع الدكتور وليد فتيحي بــ

            انقر هنا